إحذري إصابة طفلك بالجديري المائي أثناء تعاطيه مادة الكورتيزون إذا كان مصابا بأحد الأمراض التى تتطلب علاجه بها، وإذا حدث ذلك فإتصلي فورا بالطبيب، هذا التحذير يقدمه د. أمجد عبدالحميد أستاذ طب الأطفال ومدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح إلى جانب نصائح أخري لتجنب إصابة الأطفال بالأمراض المعدية التي يتعرضون لها أثناء مخالطتهم لزملائهم في دور الروضة أو المدرسة، إيماناً بمقولة الوقاية خير من العلاج، والوقاية تكمن في تطعيم الأطفال ضد هذه الأمراض خاصة أن الكثير منها ينتشر بصورة كبيرة هذه الأيام مثل الإلتهاب الكبدي الفيروسي -أ- والجديري المائي والحصبة الألماني والأنفلونزا وإلتهاب الغدة النكافية.
ويوضح د. أمجد أعراض بعض الأمراض التى تصيب الأطفال نتيجة العدوى وطرق الوقاية منها قائلا: تتمثل أعراض الالتهاب الكبدى الفيروسي بآلام فى البطن وميل للقىء أو أعراض برد، وتستمر هذه الأعراض لمدة 3 أيام ويبدأ بعدها ظهور إصفرار في حدقة العين والأغشية المخاطية واحمرار في البول، وهنا يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من إصابة الطفل بهذا المرض، ويتمثل العلاج فى الراحة التامة وشرب السوائل والبعد عن الدهون، والإكثار من السكريات وعزل الطفل، وتتمثل الوقاية فى عدم مخالطة المرضي وأدواتهم.
والجديري المائي هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق السعال، وبعد 14 يوماً من إصابة الطفل بالعدوى ترتفع حرارته بصورة مفاجئة، وتظهر حبوب صغيرة شبيهه بنقاط الماء تحت الجلد وعلى الرأس، لكن يجب عدم حكِّ هذه الحبوب، وإذا لم تستطع الأم منع طفلها فعليها تطهير الحبوب بإستمرار بأحد المطهِّرات التي ينصح بها الطبيب.
أما الحصبة والحصبة الألمانى فهما مرض فيروس ينتقل عن طريق السعال أو العطس من قبل شخص حامل للفيروس.
وبالنسبة للأنفلونزا يشير د. أمجد إلي أنها تنتقل عن طريق رذاذ شخص مصاب بالفيروس.
أما إلتهاب الغدة النكافية فهى تأتي في صورة إلتهاب بالغدد اللعابية وخاصة القريبة من الأذن، ويظهر وجه الطفل كأنه ممتلئ بجانب الأذن والفم نتيجة إلتهاب هذه الغدة، كما أنها تسبب أيضاً إلتهاب في الأنسجة، ومن أعراض هذا المرض حرارة متوسطة أو مرتفعة وصعوبة في البلع وجفاف الفم وإلتهاب بالأذن، والعلاج فى معظم الحالات يتمثل فى الراحة التامة وتناول مخفضات الحرارة والإلتزام بنظام غذائي معتدل وعزل المريض والإهتمام بالنظافة الشخصية.
وأخيرا إلتهاب السحايا الموجود في أغشية المخ وإصابته خطيرة ومعدية، وهذا الإلتهاب ينتج عن جرثومة تنتقل بواسطة التنفس، وقد يلتقطها الطفل في أي مناسبة سواء في المنزل أو المدرسة أو الحضانة، لكنها تبقى في الحنجرة ولا تتطور، أما إذا ضعفت مناعة الجسم فتتطور هذه الجرثومة وتصل إلى الدماغ، أو بشكلٍ أدق إلى غلافه الخارجي، مما يؤدي إلى إلتهابه، وهذه الإصابة خطيرة جداً، لذلك يجب نقل الطفل المصاب فورا إلى المستشفى لإجراء العلاجات الطارئة والضرورية لأن إنتشار هذا المرض في أجزاء الدماغ أو الجسم الأخرى يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأعراض إلتهاب السحايا غير واضحة للأسف، لكن يمكن الإشارة إلى مايلي: ألم في الرأس، وقىء شديد، وحرارة مرتفعة -أكثر من 39 درجة- وألم في الرقبة عند تحريكها، أما ظهور بُقع زرقاء فدليل على تفاقم المرض، ويجب أن يخضع للعلاج أيضاً كل من صادف المريض خلال فترة إصابته لأن المرض ينتقل بسرعة.
ويقدم د. أمجد عبدالحميد إرشادات للوقاية من هذه الأمراض، أولها التأكد من غسل وتنظيف الأطعمة الطازجة التي تؤكل نيئة مثل الخضار والفواكه بشكل جيد، وتجنب تناول الأغذية المكشوفة المعرضة للغبار والذباب أو الحشرات، ويجب غسل الطفل ليديه بالماء والصابون قبل وبعد إستعمال دورات المياه.
كما يجب تهوية الفصول في المدارس بشكل جيد حتى في أيام البرد لتقليل فرصة إنتقال العدوى، والتخلص السليم من القمامة ومكافحة الذباب والتقيد بالنظافة العامة.
وأخيرا إبلاغ مدرس الفصل في حال إصابة الطفل بمرض معد، وإبلاغ المدرسة لأهل الطفل في حالة إذا ما أصيب بوعكة أو مرض لأخذ الاحتياط اللازم.
الكاتب: ولاء يوسف.
المصدر: الأهرام اليومى.